الجمعة، 3 فبراير 2012

عينة عشوائية


أخبرونا في أحد الأيام، في علم الإحصاء، أن عينة عشوائية من الناس في مكان ما تعبر بدرجة أو أخرى عن المجتمع الذي تنتمي له هذه المجموعة أو العينة. أذكر هذا بوضوح، وأفكر فيه كلما حدث و تواجدت في مكان عام به " عينة عشوائية" من البشر.

و هنا؛ في هذه الحافلة، أجد عينة جيدة، مكونة من حوالي خمسين شخصاً؛ فأسرح قليلاً وتتجول عيناي وأذناي في المكان بشكل قسري، محركه الأساس هو الفضول مدعوماً بحالة الملل التي تصاحب هذه الرحلات عادةً.

سبعة: هو عدد الممسكين بصحف اليوم، يقلبون فيها. ويبدو أنهم جميعاً من ذلك النوع الذي يقرأ الصحيفة من أول حرف لآخر حرف، بما في ذلك الإعلانات بأنواعها.

أربعة منهم يقرأون صحيفة شهيرة غير رسمية، و واحد يقرأ صحيفة أخرى غير رسمية أيضاً، بينما اثنان فقط يقرآن صحفاً رسمية. من مكاني، وبكثير من التركيز وإجهاد حدقة العين، يمكنني أن أقرأ بعض العناوين.

أستغرب حقاً كيف أن جميع أعضاء الألتراس الذين ظهروا في الإعلام خلال اليومين السابقين قد نفوا تماماً فكرة تواجدهم في ميدان التحرير أو محمد محمود أو منصور أو فلكي، ثم تتحفنا العناوين الرئيسة في صحف اليوم بأنهم اشتبكوا مع قوات الأمن في معارك دامية..

فلان الفلاني يدعو الجماهير لعدم "تسييس" ما حدث في بورسعيد.. والكاتب الكبير، ذو التاريخ النضالي القديم يقول أنه بجب علينا ألا نزج باسم عصابة طرة في كل شيء..

خمسة آلاف من ألتراس الأهلي يتوجهون إلى بورسعيد من أجل الثأر..

يذكرني هذا بحرب داحس والغبراء، التي قامت بسبب سباق للخيل، واستمرت أربعين عاما، لتسجل في التاريخ كأطول حرب [بالإضافة إلى حرب البسوس التي دامت أربعين عاماً هي الأخرى]، غير أني لا أعتقد أن هاتين الحربين تقاتل فيهما خمسة آلاف مقاتل في معركة واحدة. كما لا أعتقد حقاً أن مثل هذا الخبر صحيح.

ولكني أعتقد أن الكروموسومات العربية في خلايانا، مدعومة بمثل هذه المقالات، وتحييد المنطق، وتباطؤ القضاء؛ و ربما أيضاً دهاء الجناة في حال أن كان الأمر مدبراً؛ كلها أمور قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.

ولكني أستغرب غياب الضمير الإعلامي ـ بفرض حسن النية ـ بحيث نقفز إلى تحليلات واستنتاجات في أمر مفتوح فيه التحقيق.

في عنوان آخر، وتصريح لرئيس وزراء سابق: يجب على مجلس الشعب إصدار قانون يمنع التظاهرات، واتهام طرة في الأحداث محض أوهام...

لا أدري لماذا يتحدث الجميع عن {طرة} وكأنها دولة أخرى. آخر ما أذكره أنها منطقة في جمهورية مصر العربية، بها سجن شهير.

والسجون عندنا في مصر مشهور عنها الإحكام، فهي تابعة لجهاز الأمن المصري، الذي نشأنا على فكرة أنه أحد أقوى أربعة أجهزة أمنية في العالم، وكنا نفخر بذلك كثيراً، عندما كنا صغاراً.

نظرة أخرى تخبرني بأن ستة من الصحف قد طويت، ولم يبق سوى واحدة مفتوحة. إما أن قارئها بطيء القراءة؛ أو أنه مدقق أكثر من اللازم. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق