الأحد، 28 أبريل 2013

لماذا يجب ألا تضيف على الفيسبوك إلا من تعرفهم حقيقة؟...

هل سبق و فقدت كلمة المرور الخاصة بك في فيسبوك؟

إذا كنت قد مررت بهذه التجربة، ولم تتذكر إجابة السؤال الخاص بكلمة السر، فإنك بالتأكيد تعرف الخطوة الأخيرة الي يستخدمها فيسبوك للتحقق من شخصيتك. أجل.. الاستعانة بصديق! أو ثلاثة أصدقاء، إذا راعينا الدقة.

يقوم فيسبوك بسؤالك عن ثلاثة أصدقاء، من قائمة أدقائك، ثم يقوم بإرسال كود خاص إلى كل منهم على حدة. بعد ذلك يطلب منك الاتصال بهم، للحصول على هذه الأكواد، التي بواسطتها يقوم بفتح حسابك، و يسمح لك بتغيير كلمة المرور.

والآن دعنا نفكر ببعض الشر!

أنا أريد الاستحواذ على حسابك، فأقوم بمحاولة الدخول إليه عدة مرات، ثم أدعي أنني نسيت كلمة السر، و لا يمكنني الوصول حالياً إلى عنوان بريدي الذي قمت بالتسجيل بواسطته .. هكذا سأدعي..

الآني يفتح لي الفيسبوك قائمة الأصدقاء الخاصة بك، و هو يعتقد أنني أنت، و يطلب مني اختيار ثلاثة أصدقاء لكي يساعدوني في الوصول إلى حسابي (الذي هو حسابك في الحقيقة)..

الآن فقط تنتبه إلى هذه المجموعة من "الأصدقاء" التي قمت بإضافتها الأسبوع الماضي.. أنت لم تكن تعرفهم حقيقة، و لكن تلك الفتاة كانت تملك صورة جميلة... لقد قلت لنفسك: و ما الضرر في إضافتها؟

الحقيقة التي لا تعلمها، هي أن تلك الفتاة، أو بالأحرى حسابها على فيسبوك، هو حساب "مضروب" قمت أنا بإنشائه.. كذلك تلك الحسابات الأخرى... كل ما عليَّ  فعله الآن هو اختيار ثلاثة حسابات مضروبة من المملوكة لي، والادعاء أنهم أصدقاؤك.. وهكذا يرسل لي الفيسبوك كل الأكواد، وأستحوذ على حسابك بل سهولة... و باستخدامه، و مع حسابين مضروبين بدلاً من ثلاثة يمكنني الآن الاستحواذ على حساب صديقك محمد بنفس الطريقة... فقط سأختار حسابك الذي أملكه الآن، و هاذان الحسابان الذان أضافهما محمد منذ يومين، بنفس الطريقة....

والآن قل لي: كم أنت مستعد لتدفع مقابل تلك المجموعة من الصور الشخصية التي تخفيها هنا؟ أم كم أنت مستعد لتدفع مقابل ألا أشارك تلك المجموعة من الأفلام الإباحية مع أصدقائك باسمك؟

أتدري شيئاً؟ لا أريد منك أن تدفع، فأنا حقاً أستمتع بالإيقاع بأمثالك من المغفلين!!

الأحد، 30 ديسمبر 2012

دليل البرامج الحرة والمفتوحة المصدر لنظام ويندوز

أن تعرف مجموعة من البرامج مفتوحة المصدر أو المجانية، شيء. وأن تجدها وتستخدمها بكفاءة تحت نظام تشغيل "ويندوز" هو شيء آخر. أما أن تقوم بجمعها في كتيب سريع، مرتب، وتقوم بتوزيعه لتعم الفائدة، فهذا أمر يستحق الإعجاب.

هذا بالضبط ما قام به أحمد م. أبوزيد، +Ahmed M. AbouZaid. قام أحمد بتجميع مجموعة كبيرة من البرامج مفتوحة المصدر أو مجانية، التي تعمل تحت نظام تشغيل ويندوز، ونشرها في كتيب صغير، كبير الفائدة.

الأحد، 12 أغسطس 2012

فلنُوثـِّق: الاستشهاد بالمصادر


فلنأخذ موضوع التوثيق خطوة أكثر نحو الأصعب... فلنتحدث عن الاستشهاد Citation، وحتى لا يسرح خيالك، أتكلم هنا عن الاستشهاد بمصادر مثل جمل من كتب، أو أقوال لكتاب أو صحفيين أو غير ذلك.

كل باحث أكاديمي يعلم تمام العلم أن الأستاذ (البروفيسير) الذي سيناقش بحثه سيفتح كل مرجع من مراجعه، ويتأكد من صحة الاستشهاد، ونسبته (أي أنه منسوب لمن هو منسوب إليه فعلاً)، ومن صحة النقل، وعدم وجود أخطاء في الترجمة أو غيرها، مما قد يؤدي إلى اختلاف المعنى المقصود. ولهذا، تجد أن كل جملة يخضعها الباحث للتحقيق والتدقيق مرات عديدة، ولهذا أيضاً تجد الكثير من الحواشي في كل صفحة تقريباً، تذكر المرجع والصفحة والطبعة التي أخذ منها الباحث هذه العبارة أو تلك.

جميع الحقوق محفوظة لموقع/صفحة: أقوال مش مأثورة

وصدقوني إذ أقول ـ بدون إثباتات ـ أن غاندي لم يقل: "ماتقفش قدام المروحة وانت لسة مستحمي" ولا أوباما قال: "يا داخل بين البصلة وقشرتها..."، ولا حتى جيفارا قال:"الوسادة الخالية .. تعبت مني يا غالية"!

جميع الحقوق محفوظة لموقع/صفحة: أقوال مش مأثورة

المشكلة تبدأ عندما تريد أن تتأكد ـ مثلاً ـ من أن طه حسين قد قال: إن القرن الثانى للهجرة "كان عصر شك ومجون وعصر افتتان وإلحاد عن الأخلاق، والعادات الموروثة والدين". ببساطة لأن كاتب المقال لم يستشهد بمصدر لهذه العبارة التي قام بنسبتها لطه حسين، مثلاً.

وهنا تبدأ المشكلة الحقيقية. فلطه حسين العديد من المؤلفات، والآلاف من المقالات، والتصريحات والحوارات وغيرها. فمن أبدأ البحث لتحديد ما إذا كان حقاً قد قال هذه العبارة أم لا؟

بالطبع لو أن كاتب المقال كان ذكر المصدر، لكان الأمر أهون. ولكن، لحسن حظ هذا الجيل، فإن لعنة فيض المعلومات التي نعيشها، أتت مع نعمة سهولة البحث عن المعلومة بشكل كبير. شخصياً، سأبدأ بالبحث عن العبارة موضع الشك، لعلي أجدها في موقع قد ذكر مصدرها. وسآخذ كامل العبارة، وأضعها بين علامتي تنصيص، إلى جوجل.

لم يعد لي البحث بكثير من النتائج، تحديداً سبع نتائج، ولكن الإشارة في معظمها كانت واضحة إلى أن النص المذكور هو من كتاب "حديث الأربعاء". ولكن لم يذكر أحد من أي جزء من الكتاب، ناهيك عن تحديد الصفحة أو الطبعة. (لمن لا يعرف، تختلف محتويات الكتب باختلاف الطبعة، لأن الطبعات تحمل في طياتها ـ في كثير من الأحيان ـ معلومات إضافية، أو توضيح، أو حتى فصول أو أبواب تتواكب مع بعض المتغيرات التي طرأت على موضوع الكتاب في الفترة ما بين طبعة والتالية لها).

"حديث الأربعاء" كتاب من ثلاثة أجزاء يدور حول الشعر القديم. وهو ليس من الكتب الكبيرة، والبحث فيه ليس صعباً. إذا لم تكن محظوظاً باقتناء الكتاب، فيمكنك بسهولة إيجاد نسخ مصورة منه على الشبكة في الكثير من الأماكن. الجزء الثاني من الكتاب، طبقاً لجدول محتوياته هو المطلوب، حيث يتحدث عن العصر العباسي (ضمن عصور أخرى). ولهذا، وبالتوجه إلى الباب الخاص بالعصر العباسي، والتصفح قليلاً، أجد النص المذكور في الصفحة 24:


وبالتالي، تصح لدي نسبة العبارة إلى طه حسين، ولكني سأقوم ـ إذا قمت بعمل مشاركة أو إعادة نشر لهذا النص ـ بذكر المصدر بوضوح، وذلك لسببين هامين: الأول: التسهيل على من يريد توثيق أو التوثق من المعلومة، والثاني: إتاحة الفرصة لمن يريد الاستزادة، أو معرفة سياق الكلام. ,كنت قد اخترت هذه العبارة التي يمكن بسهولة ترجمتها على كثير من المعاني أو إسقاطها على كثير من النوايا السيئة عامداً! وأعتقد أن قراءتها في سياقها الآن يعطي القاريء انطباعاً مختلفاً عن ذلك الذي تشكل عنده وقت قراءتها للمرة الأولى مجردة من السياق.

ملحوظة: ورد النص المذكور في أكثر من موضع من الكتاب، بصياغات قد تتقارب أو تتباعد مع الصياغة المذكورة قليلاً أو كثيراً، وما ورد في هذه الصفحة ـ على الرغم من اختلافه في الصياغة ـ يمثل عينة فقط.

الخميس، 2 أغسطس 2012

الاتساق في تسميات هواتف نوكيا!

لا أحب هواتف نوكيا. هذه حقيقة يعرفها عني كل من قاربني، و كل من يعرفني بصورة شخصية. 

في كثير من الأحيان عندما يسألني أحدهم لماذا لا تشتري هاتف من نوكيا، تكون الإجابة الأسهل والأسرع والتي "تقفل" الكلام هي أنني على المستوى الشخصي البحت "لا أرتاح" لهواتف نوكيا. ولكني عندما أجلس إلى نفسي وأفكر قليلاً في بعض الأسباب التي تجعلني حقاً لا أفضل أن أمتلك هاتفاً من نوكيا، أجدني أسرد الكثير من الأسباب. أحدها ـ على سبيل المثال ـ أسلوب ترقيم الموديلات المختلفة.

في عالم سوني إريكسون (رحم الله تلك الأيام!)، تجد اتساقاً واضحاً في أرقام موديلات الهواتف المختلفة. والطريقة واضحة وسهلة. فهناك مجموعات أو سلاسل من الموديلات، لكل سلسلة منها مجموعة من المواصفات المحددة (بكسر الدال). فتجد مثلاً سلسلة K وهي سلسلة الهواتف الموجهة لرجال الأعمال، ذات إمكانيات جيدة، وتركز على الأداء. ثم سلسلة W وهي سلسلة الووكمان Walkman والتي تركز (كما هو واضح) على الاستماع إلى الموسيقى، فتجد سماعات خارجية قوية، وبعض التحسينات في البرمجيات لدعم ذلك التوجه. وهكذا، سلسلة P مثلاً كانت تمثل الحد الأقصى للهاتف الذكي، بشاشة تعمل باللمس، وتعرف على الخط المكتوب باليد، ومجموعة كبيرة من البرمجيات التي تدعم هذا التوجه. وربما كانت سلسلة P هي الأقرب لما يمكن التفكير فيه اليوم عند سماع كلمة "هاتف ذكي". كما تميزت هذه السلسلة بوجود لوحة مفاتيح كاملة QWERTY في جميع موديلاتها، ابتداء من P700 ثم P800 فـP900 وهكذا.

مرة أخرى إلى سلسلة الـK والتي نجد أن إمكانيات الهواتف فيها تزيد مع الترقيم،فـK300 هو الأقل سعراً وإمكانيات، يليه الـK500، ثم K600، ثم K700 وهكذا. وعندما تحولت الشبكات لاستخدام الـEDGE بعد الـGPRS، أصدرت سوني إريكسون مجموعة محسنة بإضافة الرقم 30 إلى رقم الموديل الأصلي، فأصبح لدينا K330، و K530 و K630 وهكذا.

في عالم نوكيا، لا يمكنك أن تجد مثل هذا الاتساق. فالأرقام لا تعبر عن أي شيء بالمرة، ولن أتحدث عن أيام الـ3300 والـ3310 وغير ذلك، ولكن دعني أنظر إلى الأرقام الجديدة، والتي استخدمت فيها حروف، توحي بأنها تستخدم لعمل نوع من أنواع الاتساق في الترقيم. وقد لفت انتباهي لهذا هاتف نوكيا C1 والذي عندما سنعت رقمه، توجه ذهني تلقائياً للهاتف C7، فكلاهما ينتميان لنفس السلسلة C.

ولكي تتوضح الصورة أكثر، سأبحث سريعاً في سلسلة C (جميع الصور ومواصفات الهواتف مأخوذة من موقع GSMArena.com).

ولنبدأ بـC1، هو هاتف اقتصادي، ليس به أية مزايا سوى أنه يعمل بشريحتين. 

NOKIA C2
NOKIA C1


وبعده يأتي الـC2، والذي يعمل بشريحتين، وهو من نوع الهواتف الاعتيادية، اقتصادي الميل، ولو أنه أعلى قليلاً من C1. هنا يمكنني أن أضع تصوراً أن سلسلة C هي سلسلة هواتف اعتيادية Feature Phone، تعمل على شريحتين، وترتفع الامكانات والسعر مع ارتفاع الرقم.

NOKIA C3
ولكن بالنظر للرقم التالي في السلسلة، نوكيا C3، نجد هاتفاً بشريحة واحدة، وبلوحة مفاتيح QWERTY كاملة! وهو ما لا يتسق أبداً مع المواصفات الخاصة بالهاتفين السابقين في السلسلة.

الهاتف لا يتفق مع سابقيه لا في المواصفات المميزة (شريحتين) ولا في عامل الشكل (شكل البلاك بيري في مقابل قالب الحلوي Candy Bar) ولا حتى في الشريحة السعرية.

NOKIA C5
ويزداد الأمر سوءاً عند النظر إلى الهاتف التالي في السلسلة C5 (لا يوجد حتى الآن C4)، والذي يعود إلى الشكل التقليدي Candy Bar، وتسوقه نوكيا على أنه هاتف ذكي. في رأيي أن التوصيف الأقرب هو أنه هاتف تواصل اجتماعي.

NOKIA C6
التالي في "السلسلة" هو هاتف نوكيا C6، فما الذي يمكن توقعه؟ بالتأكيد الشيء الوحيد الممكن توقعه هو أن الهاتف لا يتسق مع سابقيه في الكثير من الأشياء، وهذا ما حدث تماماً، فالهاتف C6 هو هاتف بشاشة تعمل باللمس، مع لوحة مفاتيح كاملة تنزلق بالعرض تحت جسم الهاتف!

لا أريد أن أتابع ضمن هذه السلسلة، فقد رأيت ما يكفي لأحكم على أنه لا سلسلة أصلاً.

ختاماً أقول أن هذا ـ ربما ـ يكون أحد الأسباب التي "تقفلني" من هواتف نوكيا، فأنا أتوق دوماً لفهم الصلات بين الأشياء، وهو شيء مفقود في عالم نوكيا تماماً. فلا يمكنك أن تتصور شكل أو إمكانيات هاتف جديد بمجرد أن تسمع اسمه، حتى وإن كنت تحفظ عن ظهر قلب كل هواتف نوكيا السابقة، وهذا في حد ذاته أمر مؤلم بالنسبة لي. --- ربما يكون للحديث بقية!

الخميس، 5 يوليو 2012

فلنُوثـِّق: الأحاديث والأحاديث القدسية


ليست الأخبار وحدها يتم تزييفها على شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن الكثير من الأحاديث والآثار، والأقوال المأثورة وغيرها. ربما بحسن نية، ربما لا .. المهم ألا تقوم أنت بنشرها إلا وأنت واثق من صحتها.

الأحاديث الشريفة تكون الأسوأ، فكلنا يعلم عاقبة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا وجب التحقق منها قبل نشرها أو مشاركتها.

ومن الجميل أن التحقق من أي حديث في المتوسط لا يتجاوز دقيقة أو دقيقتين. فالكثير من العلماء قد قاموا بهذا العمل عنك، وقاموا بنشر نتائج تحقيقهم في كتب، ثم على الإنترنت. ويكفي أن تقوم بالبحث ببضع كلمات من الحديث، مع كلمة "ما صحة" لتحصل على نتائج متعددة. حاول الابتعاد عن المنتديات وغيرها، والتزم بالمواقع ذات الثقة، مثل طريق الإسلام، أو إسلام ويب، أو المواقع الرسمية لكبار العلماء من أمثال ابن عثيمين وابن باز وغيرهم.

وللحصول على نتائج بصورة أسرع، ضع جزءاً من نص الحديث بين علامتي تنصيص، لتجبر محرك البحث على إيجاد نتائج أكثر دقة. وتذكر أن تبحث عن كلمات مميزة لهذا الحديث، فمثلاً إذا بحثت بعبارة "من كان يؤمن بالله واليوم والآخر" فستحصل على ملايين النتائج لمئات الأحاديث المختلفة، فحاول البحث باستخدام عبارة مميزة.

وسآخذ هنا مثالاً بسيطاً، وهو حديث قدسي انتشر كثيراً في مواقع التواصل:

"قال الله تعالى: إذا أطعت رضيت وإذا رضيت باركت وليس لبركتي نهاية 
"
الحديث قصير، ويمكن البحث بكامل نصه، أو بجزء منه. شخصياً أفضل أن أبحث بجزء مميز، ببساطة لأن النقل قد يسبب تغييراً في بعض الألفاظ، مما قد يصعب عملية البحث.

بالبحث في جوجل:

ما صحة "إذا أطعت رضيت"


أجد النتيجة الأولى من موقع طريق الإسلام، في تسجيل صوتي للشيخ محمد ابن عثيمين، يقول نص الفتوى:

"هذا الحديث بلفظه لا أعرف عنه شيئاً، لكن لا شك في أنه إذا أطيع فإن طاعة الله سبحانه وتعالى سبب في رضاه، ورضاه سبب في كل خير وبركة. قال الله سبحانه وتعالى: "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً" وقال الله تعالى: "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب"

نفس الفتوى وجدت في النتيجة السادسة للبحث من موقع ابن عثيمين نفسه.

وهكذا لم يستغرق الأمر سوى بضع ثوان لأتوقف عن نشر هذا الحديث.

الثلاثاء، 3 يوليو 2012

فلنُوثـِّق: البحث عن الصور في جوجل

منذ أعوام قليلة، قدم محرك البحث جوجل خدمة البحث عن الصور. وتطورت تلك الخدمة بعد ذلك، لتشمل خدمة البحث عن الصور المشابهة لصورة معينة، عن طريق تحميل الصورة المطلوب البحث عنها إلى الموقع.
بل إن الأمر تعدى إلى ما هو أكثر، وهو أن المستخدم بإمكانه سحب الصورة وإلقاؤها على شؤيط البحث، ليقوم الموقع بتحميلها، والبحث عن صور مماثلة.

شخصياً، أجد أن البحث عن الصور دائماً ما يكون مفيداً. الكثير من الأخبار التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ترافقها عادة صور للخبر. وأول طريق الوثق من الخبر، هو التأكد من أن الصورة المرفقة هي لهذا الخبر.

كثيراً جداً ما تجد صوراً لأحداث، تم توظيفها في أخبار ملفقة، وربما تلح على ذهني الآن تلك الصورة التي انتشرت ومعها خبر عن مجاعة المسلمين في الصومال. طبعاً لا داع للتذكير بالدعاء لإخواننا في الصومال، وفي اليمن أيضاً بأن يرفع الله عنهم المجاعات وما تخلفه من أوبئة وآثار اجتماعية ومجتمعية، ولكن الصورة المرفقة، والتي استخدمت لتحريك المشاعر كانت التالية:
لا .. لن أخبرك ما هذه الصورة، سأترك لك حرية البحث، والوصول لنتائج. ولكن قبل أن أنهي هذا المقال، أدعوك لفتح نافذة أخرى لخدمة البحث عن الصور من جوجل، وأن تسحب هذه الصورة من هذه النافذة، لتلقيها على شريط البحث هناك. جرب!

فلنُوثـِّق!

سأحاول كتابة مجموعة من المقالات التي تركز على كيفية التحقق من الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر وغيرها، وربما أيضاً بعض المواقع الإخبارية.

ربما تكون التقنيات التي أستعرضها هنا لا ترقى للمستوى المطلوب من البعض، ولكنها قد تساعد على كشف البعض من الأخبار الزائفة بسرعة، أو نفي الصحة عن الكثير من الأخبار المتداولة هنا وهناك. لاأدري حقاً كم من التقنيات أو المقالات سأسرد هنا، ولكن الفكرة تلح علي منذ فترة طويلة فقررت أنه قد حان الوقت للبدء ببعض الخطوات العملية في هذا الاتجاه.

الفكرة في أبسط صورها هي أننا نعيش في عصر لم يعد الحصول فيه على المعلومة أمراً صعباً، بل بالعكس، بلمسة من إصبعك، وربما دقيقة أو دقيقتين من وقتك يمكنك الحصول على كم من المعلومات ما كنا لنحلم بالحصول عليه قبل سنوات قليلة مضت إلا بالبحث المضني لأسابيع وربما لشهور. فلماذا إذن نتكاسل عن التحقق من أبسط المعلومات التي تمر أمامنا كل يوم، بل وربما نقوم بإعادة بثها (أو مشاركتها مع من نعرف)، دون أن نعرف يقيناً ما إذا كانت حقيقة أم لا؟

إنني حينما أقوم بمشاركة معلومة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، فيجب أن أعلم يقيناً أن من يراها بعد ذلك يراها من خلالي، وبالتالي فإنها يجب أن تمثل ما أؤمن به، وأعلم صحته تمام العلم. تخيل نفسك تردد المعلومة أمام جمع من أصدقائك، فهل تقبل أن تردد كلاماً خاطئاً أو يمكن ضحده بسهولة بقليل من المنطق؟ هل يقبل أي منا على نفسه أن يقول للحاضرين مثلاً، وبكل الثقة (كما فعلها أحد الإعلاميين الجهابذة) أن "الدكتور" مرسي رفض علاج أحد المرضى في عيادته لعدم امتلاكه ثمن الكشف؟

أنا لا أقبلها على نفسي، ولا أعتقد أن أياً منا يقبلها على نفسه.

على بركة الله نبدأ!