الخميس، 2 أغسطس 2012

الاتساق في تسميات هواتف نوكيا!

لا أحب هواتف نوكيا. هذه حقيقة يعرفها عني كل من قاربني، و كل من يعرفني بصورة شخصية. 

في كثير من الأحيان عندما يسألني أحدهم لماذا لا تشتري هاتف من نوكيا، تكون الإجابة الأسهل والأسرع والتي "تقفل" الكلام هي أنني على المستوى الشخصي البحت "لا أرتاح" لهواتف نوكيا. ولكني عندما أجلس إلى نفسي وأفكر قليلاً في بعض الأسباب التي تجعلني حقاً لا أفضل أن أمتلك هاتفاً من نوكيا، أجدني أسرد الكثير من الأسباب. أحدها ـ على سبيل المثال ـ أسلوب ترقيم الموديلات المختلفة.

في عالم سوني إريكسون (رحم الله تلك الأيام!)، تجد اتساقاً واضحاً في أرقام موديلات الهواتف المختلفة. والطريقة واضحة وسهلة. فهناك مجموعات أو سلاسل من الموديلات، لكل سلسلة منها مجموعة من المواصفات المحددة (بكسر الدال). فتجد مثلاً سلسلة K وهي سلسلة الهواتف الموجهة لرجال الأعمال، ذات إمكانيات جيدة، وتركز على الأداء. ثم سلسلة W وهي سلسلة الووكمان Walkman والتي تركز (كما هو واضح) على الاستماع إلى الموسيقى، فتجد سماعات خارجية قوية، وبعض التحسينات في البرمجيات لدعم ذلك التوجه. وهكذا، سلسلة P مثلاً كانت تمثل الحد الأقصى للهاتف الذكي، بشاشة تعمل باللمس، وتعرف على الخط المكتوب باليد، ومجموعة كبيرة من البرمجيات التي تدعم هذا التوجه. وربما كانت سلسلة P هي الأقرب لما يمكن التفكير فيه اليوم عند سماع كلمة "هاتف ذكي". كما تميزت هذه السلسلة بوجود لوحة مفاتيح كاملة QWERTY في جميع موديلاتها، ابتداء من P700 ثم P800 فـP900 وهكذا.

مرة أخرى إلى سلسلة الـK والتي نجد أن إمكانيات الهواتف فيها تزيد مع الترقيم،فـK300 هو الأقل سعراً وإمكانيات، يليه الـK500، ثم K600، ثم K700 وهكذا. وعندما تحولت الشبكات لاستخدام الـEDGE بعد الـGPRS، أصدرت سوني إريكسون مجموعة محسنة بإضافة الرقم 30 إلى رقم الموديل الأصلي، فأصبح لدينا K330، و K530 و K630 وهكذا.

في عالم نوكيا، لا يمكنك أن تجد مثل هذا الاتساق. فالأرقام لا تعبر عن أي شيء بالمرة، ولن أتحدث عن أيام الـ3300 والـ3310 وغير ذلك، ولكن دعني أنظر إلى الأرقام الجديدة، والتي استخدمت فيها حروف، توحي بأنها تستخدم لعمل نوع من أنواع الاتساق في الترقيم. وقد لفت انتباهي لهذا هاتف نوكيا C1 والذي عندما سنعت رقمه، توجه ذهني تلقائياً للهاتف C7، فكلاهما ينتميان لنفس السلسلة C.

ولكي تتوضح الصورة أكثر، سأبحث سريعاً في سلسلة C (جميع الصور ومواصفات الهواتف مأخوذة من موقع GSMArena.com).

ولنبدأ بـC1، هو هاتف اقتصادي، ليس به أية مزايا سوى أنه يعمل بشريحتين. 

NOKIA C2
NOKIA C1


وبعده يأتي الـC2، والذي يعمل بشريحتين، وهو من نوع الهواتف الاعتيادية، اقتصادي الميل، ولو أنه أعلى قليلاً من C1. هنا يمكنني أن أضع تصوراً أن سلسلة C هي سلسلة هواتف اعتيادية Feature Phone، تعمل على شريحتين، وترتفع الامكانات والسعر مع ارتفاع الرقم.

NOKIA C3
ولكن بالنظر للرقم التالي في السلسلة، نوكيا C3، نجد هاتفاً بشريحة واحدة، وبلوحة مفاتيح QWERTY كاملة! وهو ما لا يتسق أبداً مع المواصفات الخاصة بالهاتفين السابقين في السلسلة.

الهاتف لا يتفق مع سابقيه لا في المواصفات المميزة (شريحتين) ولا في عامل الشكل (شكل البلاك بيري في مقابل قالب الحلوي Candy Bar) ولا حتى في الشريحة السعرية.

NOKIA C5
ويزداد الأمر سوءاً عند النظر إلى الهاتف التالي في السلسلة C5 (لا يوجد حتى الآن C4)، والذي يعود إلى الشكل التقليدي Candy Bar، وتسوقه نوكيا على أنه هاتف ذكي. في رأيي أن التوصيف الأقرب هو أنه هاتف تواصل اجتماعي.

NOKIA C6
التالي في "السلسلة" هو هاتف نوكيا C6، فما الذي يمكن توقعه؟ بالتأكيد الشيء الوحيد الممكن توقعه هو أن الهاتف لا يتسق مع سابقيه في الكثير من الأشياء، وهذا ما حدث تماماً، فالهاتف C6 هو هاتف بشاشة تعمل باللمس، مع لوحة مفاتيح كاملة تنزلق بالعرض تحت جسم الهاتف!

لا أريد أن أتابع ضمن هذه السلسلة، فقد رأيت ما يكفي لأحكم على أنه لا سلسلة أصلاً.

ختاماً أقول أن هذا ـ ربما ـ يكون أحد الأسباب التي "تقفلني" من هواتف نوكيا، فأنا أتوق دوماً لفهم الصلات بين الأشياء، وهو شيء مفقود في عالم نوكيا تماماً. فلا يمكنك أن تتصور شكل أو إمكانيات هاتف جديد بمجرد أن تسمع اسمه، حتى وإن كنت تحفظ عن ظهر قلب كل هواتف نوكيا السابقة، وهذا في حد ذاته أمر مؤلم بالنسبة لي. --- ربما يكون للحديث بقية!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق