ربما تربط أذهاننا عبارة "المصادر المفتوحة" مباشرة بمجموعة من برامج الحاسوب التي يتيح فيها المبرمج مصدر برنامجه لكل من يريد. ولكن الأمر أكبر من هذا بكثير. فعبارة المصادر المفتوحة ليست حكراً على المبرمجين او عالم الحاسوب المتشعب، ولكن يمكن إسناد الكثير من الأنشطة إليها. وقد كان من أطرف ـ وربما من أصدق ـ ما قرأت بهذا الخصوص هو أن الطهاة الذين يوصفون مقادير و طريقة إعداد وصفة معينة، هم في الحقيقة يعملون بنفس المبدأ. فيمكن لي شخص أن يتعلم من هذه الطريقة، و أن يعدل أو يضيف إليها ليخرج في النهاية بوصفة جديدة تماماً. وهو ما يفسر كم التنوع في الأصناف والأطباق المختلفة.
و لنا أن نتخيل كيف كانت حياتنا ستبدو لو أن الطهاة احتفظوا بالوصفات لأنفسهم، دون أن يطلعوا عليها أحداَ!
إن توافر فكر المصادر المفتوحة في عالم الحاسوب وانتشاره أدى بشكل كبير إلى تطور هائل في نوعية وكفاءة البرامج، واستفاد منه حتى هؤلاء الذين لا يتيحون مصادر برامجهم، أو لا يؤمنون بجدوى إتاحتها. ويمكننا بنظرة سريعة على أي من المواقع المخصصة لاستقبال مشاريع المصادر المفتوحة أن نرى حجم العمل، وبالتالي حجم المصادر والأفكار المتاحة لأي مبرمج اليوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق